جاري التحميل الآن

هل ستغير جائحة كورونا نظرة العالم إلى الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي وفيروس كورونا

هل ستغير جائحة كورونا نظرة العالم إلى الذكاء الاصطناعي؟

ترجمة: زاهر هاشم

كان من المتوقع أن تحقق التقنيات المتقدمة و الذكاء الاصطناعي (AI) قبل انتشار جائحة كورونا، نمواً للناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم بنسبة تصل إلى 14 %، وأن تضيف ما يقرب من 14 إلى 15 ترليون دولار أمريكي للاقتصاد العالمي.

لكن هذا النمو الكبير كان سيحتاج إلى 10 سنوات على الأقل وفقاً لتقرير “جارتنر هايب سايكل“.

وقد تبدو هذه الفترة طويلة بالنسبة إلى تقنيات موجودة ويمكن تبنيها في الوقت الحالي إلى حد كبير.

هناك عوامل عدة تلعب دوراً في ذلك، ليس لأن التكنولوجيا غير موجودة، فعمليات تسليم البضائع باستخدام الطائرات بدون طيار (الدرونز)، هي طريقة التسليم المفضّلة الآن في أماكن عديدة حول العالم، مثل جبال الألب الفرنسية، وتتوقع 80 ٪ من الشركات استخدام برامج الدردشة الآلية للتعامل مع أسئلة خدمة العملاء.

كما أطلقت أمازون Amazon عام 2018 متجراً بدون نقاط دفع، والذي يستخدم بوابات دفع إلكترونية يتم التحكم بها من خلال الهواتف الذكية لتسديد حساب العميل مقابل المواد التي قام بشرائها.

وبغض النظر عن طبيعة الأعمال، فهناك الكثير من التطبيقات والتقنيات التي يمكن أن تساعدنا في تسريع أعمالنا، فلماذا يستغرق الأمر 10 سنوات للوصول إلى الذروة؟

بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي

أحد الأسباب التي تجعل الذكاء الاصطناعي يستغرق وقتاً طويلاً حتى تتباه الشركات هو الميزانية، وعادة لا تمتلك الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الميزانيات المنخفضة، رأس المال الكافي للاستثمار في شيء مثل الذكاء الاصطناعي.

لكن الثقة تعتبر أحد أهم العوامل التي تؤثر على معدل تبني الذكاء الاصطناعي، الذي لا زال يرتبط في مخيلة البعض بأفلام الخيال العلمي والقدرات الخارقة.

لكن ليس الخيال وحده هو الذي يروج لهذه الرواية. لازالت عناوين بعض الصحف تحذر أيضاً من التكنولوجيا كقوة لا يمكن وقفها مصممة لتولي وظائف البشر، لذلك ليس عجيباً أن نرى بعض الشركات التي لم تعتمد الذكاء الاصطناعي بعد.

كان هذا حتى وصول الجائحة

هل غيرت جائجة كورونا الطريقة التي نستخدم بها التكنولوجيا؟

بالنسبة لبعض الشركات، لم تعد الأنظمة الأساسية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي خياراً، بل أصبحت ضرورة قصوى لاستمرار العمل.

تحدثت مجموعةأديكو Adecco – وهي شركة موارد بشرية عالمية – عن كيفية استخدام التوقيع الرقمي من دوكساين DocuSign لمعالجة عقود التوظيف وكشوف المرتبات للموظفين عن بُعد.

كما ازداد عدد مستخدمي تطبيق مؤتمرات الفيديو ZOOM ، من 10 مليون إلى أكثر من 200 مليون خلال فترة انتشار الوباء، حيث يتم استخدامه من قبل جميع أنواع الأنشطة التجارية، بما في ذلك دروس اللياقة البدنية عبر الإنترنت.

كما شهد تطبيق الاتصال Slack زيادة كبيرة في الاستخدام، مادفع الرئيس التنفيذي ستيوارد باترفيلد إلى توثيق مدى سرعة نمو الشركة عبر سلسلة تغريدات على تويتر، حين ارتفع عدد مستخدمي التطبيق من 10 مليون إلى 12.5 مليون خلال أيام قليلة.

كما تستثمر الشركات بشكل متزايد في التكنولوجيا التي ما كانوا ليستخدموها قبل انتشار الوباء، مثل روبوتات التطهير بالأشعة فوق البنفسجية لتنظيف مساحات العمل وتعقيمها.

بالإضافة إلى ذلك، اختبرت سلاسل الوجبات السريعة مثل ماكدونالدز الروبوتات للعمل كطهاة وتقديم الخدمة للزبائن، للمساعدة في الحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل مطابخهم والمساعدة على تسريع إعادة فتح أبوابها.

بعد جائحة كورونا، هل تصبح هذه التكنولوجيا هي الوضع الطبيعي الجديد؟

على الرغم من زيادة عدد الشركات التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة، إلا أن الوضع قد لا يكون مثالياً للجميع، أبرز مثال على ذلك تطبيق Zoom، حيث أفادت أنباء بأنه قد تعرض لسرقة بيانات من الصين، وتسريب مكالمات فيديو لأشخاص عبر الإنترنت، وكان لدى أنظمة تشغيل “ماك” و “ويندوز” ثغرات خطيرة في الخصوصية تم استغلالها عند استخدام هذا التطبيق.

قد لا تبدو هذه الأخبار هي التي تحتاج سماعها عند محاولة بناء الثقة في التكنولوجيا،وقد يكون هذا كافياً لزيادة مدة تبني الذكاء الاصطناعي إلى أبعد من السنوات العشر القادمة.

هل هذه هي بداية مستقبلنا التقني؟

لقد كانت جائحة كورونا الوقود الذي أشعل التبني الجماعي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وللمساعدة في تقليل العبء على الشركات المتعثرة، حيث تم تقديم العديد من البرامج بصورة مجانية، أو تم تقديم عروض حصرية خلال فترة انتشار الوباء.

إنها إحدى الطرق لبناء الثقة وإشراك الناس في الوقت الذي هم في أمس الحاجة إلى هذه التقنيات.

ولكن في النهاية، فإنه بمرور الوقت سيتحدد كيف سيبدو العالم بعد الجائحة، فإذا كانت الشركات تتبنى وترى نتائج جيدة من الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تسريع التبني بشكل استثنائي.

ولكن إذا لم تتمكن الشركات من العثور على الحلول التي تحتاجها، أو كانت تعاني من أي نوع من تسريب للبيانات، أو تحتاج إلى خفض تكاليف التشغيل، فإن الذكاء الاصطناعي سيكون أول الخاسرين.

علينا فقط أن ننتظر ونرى.

Written by Danielle Strouther
Techopedia

Share this content:

إعلامي وكاتب تقني، متخصص بالإعلام الإلكتروني والإعلام البيئي والإعلام التقني، والتواصل الاجتماعي. مؤسس ومدير مجلة أجيال الإلكترونية 2002 ومجلة أخبار البيئة 2009 ومدرسة زاد للتعليم الإلكتروني 2015 مؤسس ومدير موقع شبكة الأخبار التقنية منذ 2009

إرسال التعليق

You May Have Missed