نظرة على صحافة الروبوت
على الرغم من سيطرة الروبوتات على العديد من المهن والصناعات الأخرى، لا يزال العاملون في حقل الصحافة في جميع أنحاء العالم يشعرون بدرجة عالية من الأمان الوظيفي. لكن قد يتغير كل ذلك في وقت قريب بفضل صحافة الروبوت.
تقوم شركة تدعى “تاميديا” (Tamedia) ومقرها سويسرا بالوصول إلى جمهور عالمي من خلال منصات رقمية ودوريات يومية وأسبوعية، وهي مسجلة في البوصة الويسرية، ومنذ عام 2018 أصبحت “تاميديا” أيضاً واحدة من شركات عديدة تستخدم الخوارزميات في الوظائف التي كان يشغلها الصحفيون.
وقامت “تاميديا” خلال الانتخابات السويسرية عام 2018 وبعد بدء صدور نتائج الانتخابات، بالتعاقد على كتابة 40 ألف خبر صحفي حول هذه النتائج باستخدام روبوت لتوليد النصوص يسمى “توبي” (Tobi).
كتب “توبي” هذه المقالات البالغ عددها 40 ألف مقالة خلال خمس دقائق تقريباً، وذلك باستخدام خوارزمية خاصة سميت “شجرة القرار” والتي تضمنت نموذجاً أساسياً لقصة إخبارية وضعها الصحفيون، حيث قام الروبوت بملئ هذا النموذج بالحقائق والإحصائيات التي جمعها من خلال الانترنت.
ويهدف العمل بحسب القائمين على “توبي” إلى نشر معلومات محايدة على قراء متنوعين وتخصيص المقالات الناتجة وترجمتها والتي تأتي بنحو 250 كلمة لكل منها، لتقديمها إلى الجمهور المحلي، بما في ذلك الناطقين بالألمانية والفرنسية. وقد ساعد “توبي” في الوصول إلى أكثر من 2200 بلدة في عموم أنحاء سويسرا.
لدى واشنطن بوست أيضاً روبوت صحفي خاص بها يطلق عليه “هيلوجراف” (Heliograf)، وتستخدمه الصحيفة منذ عام 2014 لكتابة ونشر أحبار ومقالات حول نتائج الانتخابات، واتجاهات الأعمال، ونتائج المنافسات الرياضية.
قد يصاب بعض القراء بالصدمة لأن التكنولوجيا التي تقوم عليها هذه “الاختراقات” موجودة بالفعل منذ عقود، في انتظار حل المشكلة فقط، لكن كثيرين آخرين سوف ينظرون إلى هذا الاتجاه ويدعون إلى تبريه. لا بد أن صحافة الروبوت أصبحت أمراً حتمياً.
زاهر هاشم
Share this content:
إرسال التعليق